بقلم بانغ سون جيونغ، نائب رئيس هيونداي للشرق الأوسط وأفريقيا
دبي، 14 سبتمبر 2020: شهدت الأعوام الأخيرة تسارع وتيرة التحول في صناعة السيارات، بفضل التطور الكبير في التكنولوجيا المرتبطة بها، إلى حد أننا بتنا على ثقة أن ثمة ثورة تقنية آخذة في التصاعد، سيما وأن الطريقة التي نسافر بها اليوم تختفي تدريجا، ليحل محلها طرقا جديدة أكثر سلاسة وعصرية واستدامة. وبدأت معالم تلك الثورة تتبلور أكثر؛ مع التزام جميع المركبات اليوم تقريبًا بأنظمة السلامة والترفيه المتقدمة التي تعزز تنقل الملايين من البشر. ومع ظهور المفاهيم الجديدة مثل المركبات ذاتية القيادة والتنقل المشترك المقرر أن يظهر في السنوات القادمة، بالإضافة إلى زيادة السيارات الكهربائية على نحو ملفت، صار بإمكاننا الادعاء بأن السفر من مكان لأخر لن يكون أمرًا عاديًا، بل سيكون له آثار مفيدة واسعة النطاق ليس فقط للمستهلكين، ولكن أيضًا على المدن والمجتمعات الجغرافية المختلفة. على سبيل المثال، يمكن للمركبات ذاتية القيادة أن تمهد الطريق لتقليل حركة المرور، في حين أن النقل المشترك سيجعل التنقل أقل تكلفة. ومن جهة أخرى صارت السيارات الكهربائية، التي يتم تشغيلها على نطاق واسع بالفعل في جميع أنحاء العالم، تعد خيارًا مثالياً لتحسين جودة الهواء وبالتالي خفض التلوث والانبعاثات الكربونية بشكل كبير. ورغم ما قد يبدو من أن العالم شهد ويشهد بالفعل العديد من الإنجازات في قطاع التنقل هذه الابتكارات، فلا يزال هناك الكثير من العمل والبحث المكثف الذي يتعين القيام به قبل أن نتمكن من تجربة المركبات ذاتية القيادة بالكامل والتنقل المشترك على أساس يومي. كما أن زيادة وعي الأفراد بالأبعاد الاجتماعية لتجربة القيادة، فلن يقتصر تركيز مركبات المستقبل فقط على التصميم والفخامة، إذ سيرغب المستهلكون في الحصول على سيارات ذكية ومتصلة بحيث يصبح السفر أكثر بساطة وأمانًا. يجب أن يكونوا متحمسين بشأن فرصة اعتماد وسيلة نقل جديدة وألا يقلقوا من العيوب المحتملة. ووسط هذا الخضم من تكنولوجيا النقل، تلتزم شركة هيونداي موتور، كصانع سيارات عالمي، بتقديم حلول التنقل الذكية من خلال التقنيات الجديدة، وهو ما دفعنا إلى ابتكار استراتيجيات تركز على إثراء حياة الناس وتحقيق التقدم للبشرية، وذلك سواء كان الأمر يتعلق بإيجاد طرق أفضل للتنقل، أو تقليل التأثير البيئي، أو زيادة الإنتاجية، فإننا ننظر إلى الصورة الأوسع لإحداث تغيير ذي مغزى إيجابي ويساهم في تحقيق التقدم من أجل الإنسانية. وتجلت رؤية هيونداي تلك بوضوح في معرض “سي إيه إس2020” المنعقد في بداية هذا العام، عندما كشفت عن رؤيتها المبتكرة التي تضع الإنسان في مركز الاهتمام، وما يضعه هذا من مهمة على عاتقها في أن تقدم حلول تنقل ذكي. مثل التنقل الجوي الحضري (UAM)، الذي يربط بين الجو والأرض على نحو ذكي مبتكر، والمركبات المدمجة المتعددة الأغراض المستقلة (PBV) ومفهوم محور التنقل(Mobility Transit Base)، وهي ثلاثة حلول تنقل ذكية نعتقد أنها ستحرر مدن المستقبل والناس من القيود وتوفر الوقت، مما يمنح قيمة مضافة لحياتهم. كما تقدمت هيونداي خطوة في هذا الطريق من خلال عقدها جوية مع أوبر. وكأول شركة سيارات تنضم إلى مبادرة Uber Elevate، ستنتج هيونداي المركبات الجوية وتنشرها باستخدام أحدث التقنيات لدينا، ومن المتوقع أن تتحول الرحلات الناتجة عن هذه الشراكة إلى وسيلة نقل جديدة ذات قبول. والحقيقة، هذه الخطوة لها أهميتها الخاصة لدى هيونداي لأنها ستكون مثالا عمليا على رؤية الشركة كمزود حلول ذكية للمستقبل. وبطبيعة الحال؛ لكي يتبنى المستهلكون الأشكال المختلفة للسفر، سيتطلب الأمر تعاونًا من المؤسسات عبر مختلف الصناعات لتنفيذ هذه الأفكار المبتكرة وضمان وجود البنية التحتية الممهدة لها. فنظرًا لأن إنترنت الأشياء (IoT) يلعب دورًا أساسيًا في الحياة اليومية، تعد البنية التحتية للنقل مكونًا حيويًا لنمو المدينة الذي يمكن أن يساعد بدوره في إنقاذ الملايين وحماية البيئة. ومع ما شهده العالم من تباطؤ في الحركة بسبب جائحة كوفيد-19، وهو ما أثر على جميع الصناعات، يعيد الناس الآن التفكير في طرق الانتقال إلى العمل أو مقابلة الأصدقاء في حقبة ما بعد الجائحة، حيث ستجعل المخاوف الصحية الحالية النقل العام خيارًا أقل استحسانًا نظرا للتكدس، فسيختار المزيد من الأشخاص التنقل المشترك والمركبات الكهربائية بدلاً منه. ونحن في هيونداي نعلم أن هذه الأوقات غير مسبوقة، لذا لن نتوقف، وسنواصل الاستثمار في التقنيات المستقبلية، بما في ذلك القيادة الذاتية والذكاء الاصطناعي والمدن الذكية والمواد الجديدة والروبوتات وتطوير مصادر فعالة للطاقة الخضراء المستدامة الصديقة للبيئة. في سباق صناعة السيارات نحو التقدم، تحافظ هيونداي موتور على وتيرة قوية للتطوير لتحتل الصدارة، وستتجاوز ابتكارات هيونداي تكنولوجيا السيارات العادية إلى تقديم حلول التنقل الذكية، مما يحقق تقدمًا مؤثرا وذا مغزى للإنسانية.